الثلاثاء، 5 نوفمبر 2019

بقلم الشاعر حمدان حمودة الوصيف

الزُّرْقُمُ (من غزل الشّباب)
زُرْقُ الـعُـيُونِ تَـرَكْـنَـنِـي حَيْرَانَا
وجَعَـلْنَ قَلْـبِـي لِلْـهَـوَى مَـيْدَانَا
هَتَّكْنَ سِتْرَ القَلْبِ مِنِّي فَانْبَرَى
يَـهْـتَـزُّ مِنْ وَقْعِ اللِّحَاظَ، زَمَانَا
وسَلَـبْـنَ كُلَّ إِرَادَةٍ مِنْ مُهْجَتِي
وأَسَـلْـنَ دَمْعِي قَـانِـيًا، تَـهْتَانَا
وسَبَى نُـهَايَ عَقِيقُهَا مِنْ نَظْرَةٍ
عَرَضًا، ولَيْتَ لِقَاؤُهَـا مَا كَانَا.
كَـالغَابَةِ الفَيْحَاءِ، وَسْطَ بُـحَيْـرَةِ
مِـنْ فِـضَّـةٍ، لَـمَـعَـانُـهَا لَـمَـعَـانَا
حَفَّتْ بِـهَا سُودُ الرُّمُوشِ كَأَنَّـهَا
لَيْلُ الشِّتَاءِ، إِذَا الدُّجَى أَخْفَانَا
هِيَ نَفْحَةُ السِّحْرِ العَمِيقِ ووَقْعِهِ
هِيَ مَرْقَـصٌ بَـثَّ الهَـوَى أَلْـحَـانَا
هِيَ أَسْهُمٌ تَصْمِي القُلُوبِ فَتَـرْعَوِي
فِي إِثْـرِهَـا، أَنَّـى انْـبَـرَتْ، أَشْتَانَا.
هِيَ قُـوَّةٌ تَـسْبِـي القُـلُـوبَ، فَتَقْتَفِي
أَثَــرَ الـعُـــيُــــونِ بِـــذِلَّــةٍ إِذْعَــــانَـا
هِيَ عَـالَـمٌ مَلَأَ الغُـمُـوضُ مَجَـالَهُ
فَـتَـغَـرَّبَـتْ فِـيـهِ النُّـفُوسُ هَوَانَا.
كَـمْ هَتَّكَتْ مِنْ عَاقِلٍ حَسِبَ الوَرَى
فِي عَــقْـلِـهِ، مِنْ قَــوْلِـهِــمْ حُــسْـبَـانَا.
كَـمْ فَـرَّقَـتْ بَـيْـنَ الـخَـلِـيلِ وخِـلِّـهِ
كَـمْ غَـرَّرَتْ نَـفْـسَ الـمَلَاكِ، فَدَانَا...
يَامَنْ نَثَـرْتَ سِهَامَ سِـحْرِكَ فِي الوَرَى
نَـالَـتْ سِـــهَـامُـكَ قَـلْـبَـــنَـا ونُــهَـانَـا.
يَـــا بَــارِقًـا، شِـمْـنَا الطَّـلَالَ بِـضَـوْئِهِ
خَـلَـبَ السَّـحَـابَ وخَيْـرُهُ أَخْـطَـانَا
أَنْـتَ الـرَّبِـيعُ، تُـحِيلُ أَجْرَدَ مُـهْجَتِي
غَـضًّـا بِـزَهْـرِ، هَـامِـسًا، نَـشْـوَانَـا
أَنْـتَ الـحَـيَاةُ، وفِي غِـيَابِـكَ مَوْتُـنَا
فَـارْفِـقْ، جَـزَاكَ إِلَـهُــنَـا إِحْـسَـانَا
نَـصَّـبْـتُ فِي قَـلْـبِـي هَـوَاكَ، مُؤَبَّدًا
فَـغَـدَا هَـوَاكَ مُـسَيْـطِـرَا، سُلْطَانَا.
حمدان حمّودة الوصيّف (تونس)
خواطر: ديوان الجدّ والهزل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق