الأربعاء، 13 نوفمبر 2019

بقلم الشاعر أحمد الصاوي

(  قالوا الحروف  )

قالوا الحروف دواء           لمن به ضيق
وبالأسفارِ تهذيبٌ           للنفسِ والذوق

ولم يقولوا ضِرام من       ألمٍ ومن شوق
لم يذكُروا غربتنا بين    الخوف والشوك

وبين أنواء    الوجوه
وبين اليأس و التوق

لحاجةِ الأرواح حتّى إلى روح إلى طوق
يُنجيها فتُفضي بالبوّح

لا شئ هنا غير    غُربه
وبعض الصبر فى  قله

وأُناسٌ جُلهُم نقمه
إلا من رحم  . . .        لهُ في خلقةِ فكره

وقالوا العيش مُر
واسترسل الدهرُ               وقدسوا المُر

كأنهُ صنمٌ لكُل من            جاء هنا أو مر
فعلىَ عتباتهِ يُهدى                    لهُ عُمْر

لضميرِ  أو صوت حُر
أو منْ لم يُقّر
بأن المرار أحلى من الخمر

فلا زلتُ هنا حبيس غُصه
لا تمضى مرارتها ولو للأمل جُرعه

ولا زلتُ بأولِ السطر
ولا فجر بالسطر غير المُر والنقد

حتى اليراع والمداد ما فاض
وإن فاض ففيضهِ كُفر

بأوضاع من ضاع      بين الشجبِ والقهر
ومن باع العُهرِ فى ثيابِ الطُهر

وبين من عبد المرار بفخر
ومن قال مثلِ الرُسُل    والخيراتِ كالنهر

وصدقّوا فالخير كالبحر
لكنّنا حُراس رمّه نراهُ ومضه
ثُم فى الهوا بخر

أين ما كان يسّر         هل أصابنا سحر ؟
أم غاص الخيرُ بالقعر  ؟

وترى الأبواق في جهر
صبرا سيطفو  !

أليس بعد المدِ جزر  ! ! !
أليس بعد المُرِ قبر  !

وهل لنا قبر وأنتُم لكُم طور  ؟ !
أخبرونا عن سُؤلكُم فى القبر 

وعن نهبكُم والغدر
وألف عُذر وعُذر

فعلى رِسلِكم لا تعجلوا
وشيدوا أوهام الخلود

أتكفيكُوا سنين أو قرون
تريثوا ما الذي يكفي عينكُم عدّ

يكفي الشباب من غُربتهم جلّد
إنما تجمعون الحقد

بل تجمعوا الشر
ويوم ينتفضُ الكون

ويضيقُ الزمان
لن يبقى سوى قبر
* * * * * * * * * *
             .. أحمد الصاوي  مصر ١٣ / ١١ / ٢٠١٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق