الخميس، 21 نوفمبر 2019

بقلم الشاعر حمدان حموده الوصيف

إلى والدَي الطِّفْل (بمناسبة الذّكرى الثّلاثين لاتّفاقِيّة حقوق الطّفل)
عُوجِي على الطّفل ، بالأخـلاقِ غَـذِّيهِ
و اٍرْعَيْـهِ بالعَطْفِ ،و اسْقِي هِـمَّـةً فِيـهِ
يَا أُمُّ، إنّكِ للأجيـال مَـــدْرَسـة
كُـونِي لـه سَنَدًا للـخيْرِ يَهْـدِيــهِ
الطّفل كالصّفـحة البيْضـاءِ نَاصِعَةً
والأُمّ تَكـتُبُ ما قـد تَشْتَـهِي فِيــهِ
أو قطْعة الطّين ، بالتّأثير تصْنَعها
خَلْقًا مِن الخيـر أو شـرًّا تُسَـوِّيهِ
فابْني لنـا وطـنًا النّشءُ حارسُه
والنّشء من خَطَر الأزمان حَامِيهِ
الخيـر وازِعُـه، و الحبّ دافِـعُه
والحـقّ رائـدهُ و الـدّينُ هَــادِيـهِ
البحـر يَعْمـرُه، و البَرّ يُـثْـمِـرُه،
والأرض يـزرعها، والصّـرح يبنِيـهِ
والـرَّكْب يـدْفعه، يسمـو بِمَوْكِـبهِ
والقول يصـدقهُ، والـدّيْـن يقضِيــهِ
يا والد الطّفل حـقّ الطّفل تعرفه:
البِـرُّ والخيـر، في قلـبٍ، تُـجَلّيـــهِ
وحَـلِّ بالعلـم روح الجيـل يَطْـلبهُ
واشحـذْ عزيمتـه، فالـدّرس يُـرْويـهِ
أعِـنْـه في عَـمـلٍ وكُـنْ له مَـثَــلًا
أنت الّذي للهـدى والبذل تهـدِيـــهِ
وازرع به بـذرة في الخير عنصرها
كي تحصـد الخيـرَ للأوطَان تَجْنيــهِ.
إذا الشّبـاب بِطِيـبِ الـخُلْـقِ نبتتـه
كالطِّيبِ ، يُصْبِـحُ مَـحبُـوبًا لـرَاعِـيــهِ
الطّفل مستقـبل الأوطـانِ، رائـدُها
يَبْـنِي ،غَـدًا، عَاليًا ما اليوْمَ نُنْـشِـيـهِ
مَا بيـن أيْـدِيَنـا، بالدّرس نَـنْـفَـحُـهُ
مِشْـعَلُنَـا، في غَـدٍ، حُــبًّـا نُغَـذِّيــــهِ.
طُـوبَى لِمَنْ علَـّم الأجيـال، حَـرّرها
من الجهـالة، نـدعو الله يَـجْـــزِيــهِ.
حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.
خواطر: ديوان الجِدّ والهزل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق