السبت، 16 نوفمبر 2019

بقلم الأديب معاد حاج قاسم

" وفي فصل الخريف" ...                 لم تكن الايام كما ينبغي لها ان تكون...فصول السنة كما هي..تَعبرُ مدارات العُمر..تُوقظها عقارب الساعات وثوانيها..ويبقى ذلك الفصل،جسراً لكلّ الفصول..أَشمّ فيه رائحة المطر..تعزف سيمفونية عمري ورائحة الارض..وحكاية اشجار..تنثرُ أوراقَها على صدرِ الحقول تزيّنها..كما ارصفة الطرقات..تكنسها رياح باردة..وشمس خجول..
اتلمس فنجان قهوتي..ثانية..اخاف عليه من السقوط..احكي له.. قصة رحيل اسراب السنونو الى مكانٍ بعيد..وترحل القلوب معها..احكي له..حكاية فصلٍ..ظُلم دون الفصول...     فصل .. تكتمل فيه دورة الحياة..ومنه تَنبعثُ من جديد..
لا أكترث لمقولة الريح..ولا لعُريّ الأشجار.. أكترث لحكاية النمل..وهي تلهث في حمل حبات القمح...تتعثّر. في مشيتها..مسرعةً..تدخل مساكنها...تخزنُ مؤنتها..وتعود من جديد..
أراقبها..أتعلّم منها درساً في الصبر وإتقان العمل...واعتماد على النفس...
أراقبُ النحلَ.. وهي تُغلق ثقوب خلاياها بالطين تجبله بنفسها..خوفاً من رعونة أنواء قادمة...أتعلم منها رسالة حبّ ووفاء....
وهكذا البشر..يستعدّون في هذا الفصل..يُنذر بضرورة التأقلم مع فصل آخر..سيكون أكثر برداً وأكثر مطراً...                                  ويحلّ الليل بسلطتهِ وهيبته..
اشعر ان البرد قد أصبح سيد المكان..وأن قهوتي أصبحت أكثر برودة..
أدخل غرفتي ..أغلق النافذة..وكذلك الباب..ألتفّ ببطانية ثانية .وأنام...أستعدّ ليومٍ جديد..
بقلمي.
معاد حاج قاسم..
مساء الخير لكافة الأخوة والأخوات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق