السبت، 2 نوفمبر 2019

بقلم الشاعر غسان دلل

وصلني عتاب لذا وبعد الاعتذار اقف كالملاين احتراما للثورة والثوار فرحا لحركة الشعب وحزينا  على كل  قطرة دم سالت من أجل حياة أفضل للشعب مبديا عذري الذي قد يقبله أو يرفضه البعض راجيا التعليق بالموافقة أو الرفض..لإثراء الحوار..
عذري هو تطبيق للمثل الشعبي.. القائل..
إن جن ربعك فعقلك لن ينفعك..
مشيراً إلى أن الجماهير أبعد عن الجنون وفي أقرب واصدق حالات الوعي ..فهي ضمير الشعب.. وأنا واحد من هذا الشعبالطيب والمعطاء،  إلا أن الجماهير وهي في حالة هيجان تام بعد أن ارهقتها المعاناة بسبب الفقر والمرض والفساد وبعد أن اعياها الصبر والانتظار..ترفض أية رؤية أو وجهة نظر أخري تنادي باستمرار الثورة وإنما بتعقل اعم وبشكل أكثر سلمية مما هي عليه الحالة اليوم ،لذلك أشير إلى ضرورة هذه الدعوة إلتي تستند إلى سببين رئيسيين..
      الاؤل.. أن الثورة أية ثورة للنجاح، بحاجة إلى قيادة أمينة..مخلصة ..صلبة وواعية للظروف المحلية والدولية لتقود خطى الجماهير إلى تحقيق مطالبه والنصر والقيادة بدورها بحاجة إلى تنظيم الجماهير وهي ايضا بحاجة إلى جماهير منظمة..وهذه أمور تحتاج كثيرا من الجهد وبعض الوقت..فالقيادات لا تبرز من العدم وإنما بالتجربة والامتحان لتثبت جدواها وجدارتها وتكسب ثقة الشعب.
      والثاني.. يتلخص في أن حركة الشعوب،كل الشعوب عرضة لتأثير القوى الخارجية لأنها لا تعيش بعزلة أو في فراغ..خاصة في حالات الثورة والغليان، علما بأننا اكثر الشعوب عرضة وحساسية لمثل هذا الأمر لتوزعنا على خطوط متقاطعة،دينية،مذهبية وإ ثنية وبالتالي يكن للقوى الخارجية تأثير أعظم واشد،مما قد يؤدي إلى تأثير حاسم ومهم على حركة الجماهير ومصير ثورة الشعب..ماخوذا بعين الاعتبار أن أي من تلك  القوى او الدول لا ترغب في رؤية الاستقلال الحقيقي لشعوبنا والعيش بكرامة وعدالة اجتماعية وتقدم واكتفاء..
        إن انجرار الثورة إلى العنف والدم سيتيح أفضل الفرص لتلك القوى الخارجية بالتدخل في الثورة وتقسيم الشعب..مبديا..أن الشهداء سيكونون في راحة وسعادة اعظم واشمل  إن انتصرت الثورة لا أن توجهت للثأر ...ففي الثورات..الدم لا يطلب الدم وإنما يطلب نجاح الغاية التي من أجلها سال الدم..
       لما تقدم أنا صوت نشاز.. أنا داعية لاستمرار الثورة بتعقل..بشكل سلمي وحضاري عن طريق الحراك الشعبي المدني الفاعل والمهم وطويل الأمد ضد المؤسسة والطبقة الحاكمة لغاية النجاح علما بأن اللجؤ للعنف غير مستبعد في الثورات إن رأت القيادة الناضجة والمؤهلة ضرورة ذلك في بعض الحالات.
      إن طرق المقاومة السلمية أطول واعقد مما يريده الشباب والثوار،فهم يريدون التغيير الأن وكم أتمنى مثلهم حدوث ذلك، إلا أن هذا الأمر تحيط به المخاطر الكبرى والشكوك واحتمالات فشله أكثر من النجاح والأمثلة الحية على ذلك لا تزال تتحرك أمامنا حية فهل يمكن تجنب الانزلاق للعنف والدم أو تجنب المزيد منه.
غسان دلل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق