الثلاثاء، 22 أكتوبر 2019

بقلم الأديب معاد حاج قاسم

"دعوة مساء..".                                                   تشرفني دعوتك  ايها المساء.. فقد اعتدت ان اسهر معك منذ سنوات عديدة.. ومنذ سنوات وأنا.. أبحث عن نجمة عن كوكب ..أقلّب أوراقي القديمة والجديدة منها.. أكتب بضع  كلمات.. أتعجّب من اين أتيت بهذي المفردات.. ولأي لغة تنتمي.. أحاول لملمة حروفها.. في كلمة ما.. اكرر محاولتي لاكثر من مرّة.. افشل.. اغلق جرحا أدمته الريح بقسوتها.  يؤلمني..
ماذا حدث لي. ؟.أؤَنب نفسي أؤدبها.. كي تتعلم.. ان المرء.. يخسر.بوصلته في الليل. حين تُغيّب غيوم شهر تشرين نجماً قطبياً.. برعونتها.. وان قدميك تضلان الطريق في عتمة الليل.. وأن البحث عن كوكبك.. سيزيديك تعباً.. وتتضاعف اوجاعك..وهمومك..  تتورم قدماك.  يتصبّب عرقك.. من أنحاء جسدك النحيل.. ..تلهث.. لطول الطريق ووعورته.. . تتعثّر فيه عدة مرّات.. هذا يوم.. عجيبة أهواله واحواله..
غيوم متلبدة.. وريح باردة.. ومطر.  وغياب قمرٍ ونجوم..
أستعيد بعضا من عافيتي... أستند الى الجدار الاخير في حارتنا.. أتلمس باب البيت ..بصعوبة أدركه. .أفتحه.. أدخل مواربةً.. كي لا تصحو امي من حُلمها... ياتيني صوتها ..مرتجفا.. حانيا.. يبلله الخوف.. الحمد لله على سلامتك يابُنيّ.. أقتربُ منها.. أقبّل رأسها.. أدخل غرفتي ..الى فراشي وقد أعدّتهُ لي .. بعناية وصبر.. أخرجُ من جيبي صُرّةً وضعتُ فيها قبضة تراب من بلدي.. أضعها عند رأسي. . ألثمها تبلّلها بقية من دموعي.. . أستغرق في نومي.. طلقة رصاص  باردة..
أستيقظ.. على قُبلتها.  إنهض ياولدي لصلاة الفجر..
بقلمي.
معاد حاج قاسم.
مساء الخير لكافة الأخوة والأخوات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق