الثلاثاء، 29 أكتوبر 2019

بقلم الشاعر حمدان حمّودة الوصيّف

القِطُّ العاشِقُ
لِـي مُشْـكِلٌ في البَيْـت يَا إخْـوَانِي
قِطِّي أحَبَّ قُـطَـيْـطَـةَ الـجِـيـرَانِ
سَلَبَتْ فُـؤَادَهُ بالـجَمَالِ وبِاللَّـمَى
وبِـفَـرْوِهَـا وبِـسِـحْــرِهَا الـفَـتـَّـانِ
ولَـهَـا عُـيُــونٌ أفْـقَــدَتْــهُ صَـوَابَـهُ
فَـغَدَا كَـأنَّـهُ قَدْ أُصِيبَ بِـ"جَـانِ"
طُولَ الـنَّـهَارِ عَلَى الـجِـدَار مُمَدَّدٌ
ويَــمُـــوءُ فِـي ذُلٍّ وفِــي إذْعَـــانِ
لَـمْ يَــبْـقَ للـسِّلْوَانِ صَـبْـرٌ نَـافِـعٌ
أوْ لِــلـوِصَالِ وَسِــيـلَــةٌ ويَــــدَانِ
حَـبَـسُـوا حَبِـيـبَــتَـهُ فَـجُـنَّ جُنُونُهُ
و شَــكَا إلَـيَّ بِـحِـــرْقَــةٍ وهَـــوَانِ
فَـطَـلَـبْتُ مِـنْـهُـمْ أَنْ يَــتِـمَّ زَوَاجُـهُ
فَأَبَـوْا، وتِلْكَ سَـجِيَّـةُ"الـجِدْعَانِ"
رَفَـضُوا لِأَنَّـهُ لَيْسَ مِنْ "نَوْعِيَّـةٍ"
مَعْـــرُوفَــةٍ مِـنْ غَـابِــرِ الأَزْمَــــانِ
فَـعَـذَرْتُـهُ وعَـذَرْتُـهُـمْ في رَأْيِــهِـمْ
ونَصَحْـتُهُ بالصَّبْـرِ والسُّـلْـوَانِ...
حَـتَّـى إذا كَـانَ مَـسَـاءٌ غَـائِـمٌ
فَـرَّا مَعًـا لَا شَـكَّ لِلْـعُـــمْــرَانِ
فَــتَـــهَـدَّدُوا وَتَــوَعَّـدُوهُ بِـنِـقْـــمَةٍ
رَفَضُـوا فَصَارُوا"مُضْغَـةَ"الـجِيرَانِ
حَـرَصُوا كَحِرْصِ الجَاهِلِينَ، وفَاتَهُمْ
أنّ الـمَحَــبَّـةَ لَا تُـخِيـــفُ العَـانِي...
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق