الاثنين، 28 أكتوبر 2019

بقلم الشاعر أحمد الصاوي

(  النيل )

ضج النيل وانتفض

من مبان للبهاءِ قد محت

وكُتلْ تراصت

بالشواطئ تعترض

شروق الشمس في الأُفق

ونَسم الهواء عند الشفق

النيلُ ينتحر

النيلُ يختنق

مُلتقى الهاربين قد سُرِق 

من زحمة الحياةِ

في هذا المُعترك

بائعٌ ببوقٍ يرتزق

ومُناد لراكِبِ قد رُهق

وسيارةُ تمخُرُ الطريق

ودخانها الحُرّ الطليق

وصافرة القطار تدوي

وإسعافُ تنعِي وتنتشلُ الغريق

ومطافئُ تقتحِمُ الحريق

الطُرقاتُ مُكتظة

والنفاياتُ مُشتمّة

وصفير وأبواق ونهيق

وأمسى الزِحامُ لنا رفيق

حتى الفضاء بدا يضيق

والكلام تبدلَ من رحيقٍ

إلى كلِمٍ صفيق 

النيلُ يجأرُ لا أُطيق

ونحن نجري لا نفيق

ما الذي يُعيق

هذا الطوفان عن فياف

مُمددة بلا صديق

تسألُ من قديم

عمّن يُحادثها

بكدٍ وفأسٍ

وهمس رقيق

فتُخرِجُ من خيراتِها

ما يفئ على الناسِ

 كالنهر الدفيق

ولكن هيهات والفكرُ عتيق

حول نيلنا الشنيق

لذا التخلُفُ

كان علينا حقيقا
.....  ....  ...  ...  ..
         
            أحمد الصاوي   مصر ٢٨ / ١٠ / ٢٠١٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق