الخميس، 31 أكتوبر 2019

بقلم الشاعرة سياده العزومي

سياده والحياة
   جزء أول/
      سيادة التحدي 
       لسياده العزومي
         سقراطة الشرق

مقدمة
في يوم كتبت هذا الكتاب لأولادي ليعرفوا ماذا حدث لي حين يعودون....
 بعد أن حال بيني وبينهم شياطين الإنس والجن ووقفت عارية في قلب عالم الانسانية مقيدة بالمصاعب والأزمات  لا سند لي بعد أن فر الجميع من حولي وهرب حتي ظلي ...
لم أكن أبكي بل كنت أنزف  من الأعماق حين كان قلمي الوليد يترجم مشاعري وأيامي  إلى  حروف ....
 ومع ذلك كنت علي يقين من نصر الله  ...
 ولم يراود خيالي أن أصبح أديبة وأن يقرأ العالم ويعيش معي ويتابع لحظات حياتي  وتصبح حياتي أمانة أسجل أحداثها بكل صدق وحيادية للعالم .....
 والأن أسال الله العلي العظيم ألا تتكرر قصة حياتي مرة ثانية  ....
سياده سقراطة الشرق
عضو اتحاد الكتاب

الحلقة الأولي ....

       الباب الأول

      ذهابٌ بلا عودة

استيقظتُ من غفلتي؛ وقد نزعتُ الحياةَ من تحت قدمي؛ فلا حاضرٌ أخطو عليه، ولا غدٌ.. الأمل فيه، أجنى ثمارَ الماضى الذى تكالبَ عليهِ شياطينُ الإنسِ والجنِ لهدمِ أهراماتي، وسكبوا عليه أكاذيبَ الحمم، وأشعلوا فيهِ نيرانَ التزييفِ لطمسهِ وتشويهِ ملامحه، ولم أجد نصبَ عيني غيرَ الآخرة؛ فكانَ عليَّ العودةُ إلى اللهِ، فلا ملجأ من اللهِ إلا إليهِ.
استيقظتُ وأنا في قلبِ المعركة أعزل، لا ظهر لي، بقلبٍ مطعونٍ بخنجرِ الغدرِ مسموم، وسطَ ثورةِ الربيعِ الأسرى، يقودها شخصٌ مطالبًا بالرحيل وإسقاط النظام، معلنا العصيان.
بنيتُ أمامي التحدياتِ الكبيرةِ كناطحاتِ سحابٍ كادتْ تحجبَ رؤيةَ السماء، حتى ظنَّ أهلُ الباطلِ أنَّ لا عدالةَ للسماء على أرضِ اللهِ، لكنْ كنتُ على يقينٍ من نصرِ الله، فهوَ العدل.
لم يكنِ الرحيلُ وإسقاطُ النظامِ هوَ الهدفُ فقط، بلْ كانَ نشرُ التحررِ من كلِّ قيد، وتحطيمُ جيلِ المستقبلِ ووحدةِ الأسرة، وتدميرُ كلِّ ذكرياتها وإنجازاتها، وطمسُ هويتها تحتَ شعارِ الديمقراطية...هوَ الهدفُ الأكبر، وذلكَ من شخصِ استلهمتهُ حياةُ الغربِ في زمنٍ أصبحَ العالمُ فيهِ قريةً صغيرة، عارياً من الأخلاقِ والقيم، لمن أرادَ ذلك، وببعضِ المالِ تشترى الأجسادُ، وتـُفسدُ العقول، وتـُلبى الرغباتُ والنزوات.

فكان عليَّ أن أقاتلَ بحيويةِ المناضلة، وأخلاقِ الفروسية، وكياسةِ وفطنةِ المؤمن،  بمشاعرٍ متأججة، وواجبٍ مقدسٍ مُلِح، أقذفُ فأجودُ بأطيبِ الثمار، رحبتُ بالشهادةِ بصدرٍ رحب، وعزمتُ أموتُ واقفةً كالأشجار.
رافقني حتى النقطةِ الفاصلةِ بينَ الموتِ والحياة، بينَ النهايةِ والبداية، وبحسِّ قلبي وبذكائي الفطري الذى طالما تغاضيتُ عنهُ طوالَ حياتي.. معهُ أبصرتُ الغدرَ والنفاق، الذى تجسدَ فيهِ، ورأيتُ طيورَ الهلاكِ تحلقُ فوقَ رأسي وخاصةً عندما رَبـَّتَ عليَّ قائلاً : لا دخلَ لي بما يحدثُ هناك.
انعدمَ الزمنُ عندَ هذهِ النقطة، وسكنَ كلُّ شيءِ، وملأ الفراغَ الزمانُ والمكان، وقلبُ الروح، وانعدمُ السمع الرؤيةُ والتفكير ، وهناكَ من أعلى القمةِ التقطتْ كاميرا الحياةِ لي صورة، وحيدةٌ تبتلعني دوامةُ الأعاصير .
أبلغَ رفاقهُ من شياطينِ الإنسِ، وأباهُ الجدَّ العاق : إنني غادرتُ نقطةَ النهاية، ولا أحدٌ يعرفُ كيف آوى إلى فراشهِ تلكَ الليلة، ولا أحدٌ يستطيعُ أن يستعيرَ مخيلتهِ الشيطانيةِ ليعرفَ كيفَ حـَضـَّرَ ودَبـَّرَ وخـَطـَّطَ ونـَفـَّذَ هذهِ الجريمة، بشكلٍ يُوشِكُ أن يكونَ حقيقةً استطاعَ أن يُسقِطَ النظامَ في أيامٍ  معدودات، واتخذَ سبيلهُ في بحورِ الشهواتِ والرغبات، عجباً...أنهى رحلتي معهُ واضِعَاً بصمتِهِ بكلِّ ثقةٍ ويقين :
ذهابٌ بلا عودة

مازلت أكتب لكم
دمتم بخير أحبتي
     سياده العزومي
          سقراطة الشرق
عضو اتحاد الكتاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق