السبت، 26 أكتوبر 2019

بقلم الشاعر حمدان حمّودة الوصيّف

رِثَاءُ ضِرْسٍ... (من الشّعر الرّمزي)
رَفِيـقَ الثَّـغْرِ مُـنْـذُ بَـدَا شَـبَـابِي
وشَـاهِــدَ فَـــرْحَـةِ الـدُّنْـيَـا بِبَـابِي
وعَــالِـمَ مَا أُذِيـعَ عَـلَـى لِــسَـانِي
وصَـوْلَـة خَاطِـري وشَـجَا عَذَابِي
تُغَـادِرُنِي و قَــدْ بَـرَقَتْ بِـرَأْسِي
سَـوَاطِعُ لِلْمَشِيبِ علـى الشَّبَـابِ
تَـرَكْتَ فَـمًـا أَظَـلَّـكَ أرْبَـــعِــيـنًا
وزِدْتَ ثَـلَاثَةً فَـوْقَ الحِـسَـــابِ
أتَـتْـرُكُنِي بِـأرْضٍ كُـنْــتُ فِــيـها
غَرِيبَ الـدَّارِ مُنْعَدِمَ الصِّحَـابِ
وتُـدْفَنُ في تُـرابٍ لَسْتَ مِنْـهُ
وتَـذْكُـرُ فِــيـهِ أَيَّـامَ الـعَــــذَابِ
أَضِرْسَ "العَقْلِ" أَيْنَ حِجَاك لَـمَّا
تَـرَكْتَ فَـمِـي بِـدَارِ الاِغْـتِـرَابِ؟
أَضَـرَّك أَنَّــنِـي أُلْجِـمْتُ حَـتَّـى
تَـخَفَّــى القَــوْلُ مِنِّـي عَنْ نِـخَابِي؟
وأَنِّي لَـسْتُ نَـاطِـقَ قَــوْلٍ حَـقٍّ
لقَـدْ لُـبِـسَ الظَّلامُ عَلَى الصَّـوَابِ
لقَـدْ ظُــلِـمَ الكَـلَامُ وصَـارَ مِـثْلـِي
سَلِـيـبَ الضِّـرْسِ مُــتَّـهَمًا بِـنَــابِ
ومَنْ يَـقُـلِ الــحَقِيـقَةَ في زَمَــانِي
سَيُـرْمَى بالـجَهَـالةِ والـسِّبَــــابِ
ويُـتَّـهَــمُ الــغَـدَاةَ بِكُــلِّ سُـوءٍ
وللــقَـانُـونِ فيـهِ أَلْـفُ بَـــــابِ...
فَحَـسْبِي غُرْبَـتِي والشِّعْـرُ أُنْـسِي
وحَـسْبِـي أَنَّنِـي أَشْـكُوكَ مَـا بِـي.
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق