الأحد، 27 أكتوبر 2019

بقلم الكاتب ابراهيم مقدير

محطات
"""""""
وأنت تقف على حافة قبر سُوِّي وأُعد لاستقبال  فقيد ولا تعلم حينها أكان بالوعد أم بالوعيد ...
مشدوها واجما وسط الحشد تخطف النظر تارة إلى الجسد وطورا إلى اللحد ..يخالجك شعور غريب وفزع رهيب أن تكون أنات المقصود القريب ..تتأمل جموع المشيعين وردود أفعالهم حين يوارى على صاحب الرمس الثرى ...ثمة تشعر بل تجزم في ضامرك أن الحياة الدنيا بمباهجها وهيلمانها وغوايتها لا تساوي حفنة التراب تلك التي علت ذاك المسكن ..وأن كل رحابتها وآفاقها وآمالها لا تعدو أن تكون أضيق من تلك الحفرة المستطيلة ...
وقد تستفيق من وعكة فتجد نفسك على فراش المشفى سقيما ممددا ..وترمق في عجب طبيبا مدعما بطاقم طبي هرع إليك غوثا و مددا ..
هنالك تدرك يقينا أن جرعة من بلسم خير من ألف ألف الدرهم ..وترى في ذاك الطبيب مخلصا منقذا ...وفي ذاك المصل المعلق شفاء ومن تلك الوعكة مَنفذا ..فتود لو تُمضي صكا على بياض لتخرج سليما معافى ولو بقيت مفلسا  خالي الوفاض ..وأنك عاجز أن تصرف عنك الداء  أو أن تصف لنفسك الدواء ..
حينها فقط تعرف أنك قاصر لا تدرك  الآلاء والنعم  إلا حال الحرمان والعدم  ولا تعي نعمة السراء إلا عند مغبة الضراء .
# إبراهيم _ مقدير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق