الاثنين، 21 أكتوبر 2019

بقلم الشاعر حمدان حمّودة الوصيّف

شُوَاظُ الأَلَمِ... (من ذكريات الشّباب)
حَاذِرِي، آهٍ، فَـتَاتِي ... مِـنْ سُـمُومِ الزَّفَـرَاتِ
واتَّقِي فِي الحِينِ رَسْمًا ... ظَاهِرًا يُبْدِي شَكَاتِي
لَا تَـعِي صَوْتًا أَلِــيـمًا ... مُسْتَـجِـيـرَ النَّـبَـرَاتِ
لَا تَقُولِي لِي سَلِمْتَ ... إِنَّ سُقْمِي،الآنَ،عَاتِي
فِي الـوَرَى أَشْـدُو وَحِـيدَا... بَـيْـنَ آلَامِـي شَـرِيـدَا
لَيْسَ لِي فِي العَيْشِ صَوْتٌ... يَبْعَثُ الحُبَّ نَشِيدَا
لَيْسَ لِي، آهٍ، خَـلِـيلٌ ... يُلْـهِـمُ الوَزْنَ العَمِيدَا
لَيْسَ لِي أَصْحَابُ صِدْقٍ... غَيْرُ مَنْ أَلْقَاهُ سِيدَا(*)
قَدْ أُمِـيتَ الصَّبْـرُ مِنِّي ... وتَـلَاشَى الـحُبُّ عَنّْي
وغَدَتْ صَـحْرَاءُ قَلْبِـي ... تَـنْـفُثُ النَّـارَ وتَـجْنِي
زَفْـرَةً تُــذْرِي غَــرَامِـي ... فَلِــمَ، الــيَـوْمَ، أُغَــنِّـي؟
فَاعْـذُرِينِي، إِنْ أَبَانَتِ ... هَـذِهِ الأَبْـيَاتُ حُزْنِي.
لَيْسَ أَنْ أُشْجِيكِ قَصْدِي ... أَوْ أُنَــاوِيــكِ لِـصَــدِّ
إِنَّـــمَـا، يــَا رُوحَ نَـفْـسِي... قَلْـبِـيَ الـمَكْلُومُ يُبْدِي
صَـرْخَـةً لِلْكَـوْنِ تَـرْمِي ... طَـائِـرَ الصَّبْـرِ، فَتُرْدِي
لَا تَــلُـومِــيـنِي فَـــإِنِّــي... قَبَسٌ فِي الدَّهْرِ وَحْدِي.
السِّيدُ(*) : من أسماء الذِّئْبِ.
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق