الثلاثاء، 22 أكتوبر 2019

بقلم الشاعر حمدان حمّودة الوصيّف

الفلسطيني (تخيلت امرأة أوروبّيّة تدعو فلسطينيّا لمراقصتها)
لا تَطْلـُبِينيَ لِلْمَيْـدَانِ سَيِّـدَتِي
فالرَّقْصُ ليْس على الإطْلَاقِ مِنْ شِيَمِي
أَنَـــا جَـرِيـحٌ وقَـلْـبِـي نَــازِفٌ أَلَــمًـا
فَكَيْـفَ يَرْقُصُ مَنْكُوبٌ عَلَى النَّـغَـمِ؟
هَوِيَّتِـي، طَمَسَ الأعْـدَاءُ صِيغتَهَا
والبَيْـتُ هُـدِّمَ والآمَـالُ في سَـقَــــمِ
والفَرَحُ اغْتَـالَهُ "صُهْيُونُ" مِنْ أَمَدٍ
لَمْ يَبْـقَ لِي فَرَحٌ في مَوْكِبِ الـعَـدَمِ
لَا وَطَنٌ يَحْتَمِـي في أرْضِهِ جَسَـدِي
لَـمَّـا أَمُوتُ ولَا رِيـحٌ مِن الـنِّـعَـمِ
أنَا الطَّرِيدُ، إِذَا مَا رُمْتُ مَنْزِلَةً
يَـذْبَحُنِـي إخْوةٌ و يَـلْعَقُونَ دَمِـي
أَنَا المُعَـانَاةُ والشُّؤْمُ يُطَارِدُنِي
فَكُـلُّ مَاءٍ، أرَاهُ، مَـالِـحٌ بِـفَي
وكُلُّ غَيْـمٍ ، وُعُودُ الكُرْهِ طَعْمَتُهُ
وكُلُّ بَـرْقٍ يَكُـونُ صَـاعِقَ الحِمَـمِ
قَدْ ضَاقَ بِي صَدْرُ إخْوَانِي فَإنَّهُمُو
يَسْقُونَنِي مِن عَـذَابِ الكُرْهِ والنِّـقَــمِ
وضَاقَتْ الأرْضُ، حَتَّى أنَّ عَالَمَكُمْ
أَصْغَرُ مِن دِرْهَـمٍ في كَفِّ مُنْـعَدِمِ
أَنَا الشَّـرِيدُ، وزَادِي بَعْـضُ أُمْنِيـةٍ
بِأنَّنِـي عَائِـدٌ يَوْمًـا، وذَا قَـسَـمِي...
في خَاطِـرِي أَلْفُ بُرْكَـانٍ أُفَجِّرُهُ
لِلْمُعْتدِيـنَ عَـذَابًا سَاحِـقَ الظُّـلَـمِ
وفي فُـؤَادِيَ أَنْــوَارٌ يُـوَقِّـدُهَا
عَـزْمٌ عَلَى البَـذْلِ والإِعْطَاءِ في شَـمَـمِ.
لا تَطْلُبْينِيَ لِلـرَّقْصِ فَذَا وَطَنِي
يَـدْعُو لِتَحْـرِيرِهِ مَنْ لِلْجِهَـادِ ظـَمِـي.
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق