( أُمي والبطالة )
في الصباح نادتني أُمي
قُم يا فتى لِمَ لمْ تقولّي
أن المدير قد ارتضى
تعينك انت ومُرتضي
بوظيفة تُغني عن السؤال
وتكفي تربية العيال
فتحتُ عيني وأزحت عني
أقدام مدعو مرتضى
فهو إبن أُمي
غسلتُ وجهي ثلاثا ودعوت ربي
أن الوظيفة تنتظِرني
ومُرتضى فهو إبن أُمي
ووضعتّ فطورا
قربتةُ هاكُّم يا إبني
ورفعت غطاءاً واتضح
خُبزا وجِبنِ
فحمدنا الله
وارتشفنا شاياً كصبري
وغيرنا الملابس
والتبسْ أمرا علينا
أن الحذاء قد بلي ولم يبقى إلا .
واحد سليم لمُرتضى
فهو إبن أُمي
يا للوظيفة !
من بدايةِ كشعر أُمي
إذهب أنت يا مُرتضى
وعُد سريعا كي تُقيلني
من عثرتي إلا وأُمي
قد أتت بما يُقيْلني
هذا حذاء مصطفى
إبن الفرارجي
ومصطفى خريج طب
وقد نسىَ أمر الوظيفة
وامتهن مهنة فرارجي
وهذا أخي مرتضى
خريج نووي
هلُم بنا يا مُرتضى
أسرع سابقني
وجئنا الآن للعمل
وما العمل
فالمدير ينتظر
نادى المدير يا علي
خُذهُم إلي قسم الغسيل
يتعلموا فن الغسيل
فذهبتُ وأخي مرتضى
معنا الغفير
وقابلنا من بمهنتةُ بصير
وبدا الأمرُ جدٌ خطير
وبصوتٍ جهير
إنسوا الدراسة
وادبُغوا دبغا حرير
فتلك جلود لها
غسلٌ ونشلٌ وتنشير
وغسلنا الجلود
وكأنها كانت شهادات
نمحوا ما فيها من كلمات
كما تُمحىَ
من الجلود شُعيرات
في عام كذا تتقدم الإدارة
للطالب بالأمنيات
وهكذا وهكذا
بالتهاني والتبريكات
وانتهينا من العمل
وانتهى كل أمل
وعُدت ومرتضى
فهو ابن أُمي
وأخذنا الشهادات
وما فيها من كلمات
ولها بحثنا عن مقلب نفايات
وأُمي ناظِرة من عينٍ غائرة
أنظُر إليها أرجوا الدموع
أن تُبلل خديها الذابلة
لكن هيهات نضُبت
في لياليها القاحلة
لترانا ملء عينيها
ولكن يا أمي لا نصيب
لا مُستقبل لإبن الغفير
ليس كما تحلمين
أن أعتلي منصب سفير
أو أي عمل لكُم أُعيل
لِمَ لا ترُدي هل واقعنا عبير
إنةُ يا أُمي ثقيل
إنة أقاويل
تحسستُ يدها قبلتُها
ضممتُها
وإذ بها رأت الرحيل
حملتُها كفنتُها
وكل الشهادات بحُضنها
....... ..... .... ... ..
أحمد الصاوي مصر ٢٠ / ١٠ / ٢٠١٩
في الصباح نادتني أُمي
قُم يا فتى لِمَ لمْ تقولّي
أن المدير قد ارتضى
تعينك انت ومُرتضي
بوظيفة تُغني عن السؤال
وتكفي تربية العيال
فتحتُ عيني وأزحت عني
أقدام مدعو مرتضى
فهو إبن أُمي
غسلتُ وجهي ثلاثا ودعوت ربي
أن الوظيفة تنتظِرني
ومُرتضى فهو إبن أُمي
ووضعتّ فطورا
قربتةُ هاكُّم يا إبني
ورفعت غطاءاً واتضح
خُبزا وجِبنِ
فحمدنا الله
وارتشفنا شاياً كصبري
وغيرنا الملابس
والتبسْ أمرا علينا
أن الحذاء قد بلي ولم يبقى إلا .
واحد سليم لمُرتضى
فهو إبن أُمي
يا للوظيفة !
من بدايةِ كشعر أُمي
إذهب أنت يا مُرتضى
وعُد سريعا كي تُقيلني
من عثرتي إلا وأُمي
قد أتت بما يُقيْلني
هذا حذاء مصطفى
إبن الفرارجي
ومصطفى خريج طب
وقد نسىَ أمر الوظيفة
وامتهن مهنة فرارجي
وهذا أخي مرتضى
خريج نووي
هلُم بنا يا مُرتضى
أسرع سابقني
وجئنا الآن للعمل
وما العمل
فالمدير ينتظر
نادى المدير يا علي
خُذهُم إلي قسم الغسيل
يتعلموا فن الغسيل
فذهبتُ وأخي مرتضى
معنا الغفير
وقابلنا من بمهنتةُ بصير
وبدا الأمرُ جدٌ خطير
وبصوتٍ جهير
إنسوا الدراسة
وادبُغوا دبغا حرير
فتلك جلود لها
غسلٌ ونشلٌ وتنشير
وغسلنا الجلود
وكأنها كانت شهادات
نمحوا ما فيها من كلمات
كما تُمحىَ
من الجلود شُعيرات
في عام كذا تتقدم الإدارة
للطالب بالأمنيات
وهكذا وهكذا
بالتهاني والتبريكات
وانتهينا من العمل
وانتهى كل أمل
وعُدت ومرتضى
فهو ابن أُمي
وأخذنا الشهادات
وما فيها من كلمات
ولها بحثنا عن مقلب نفايات
وأُمي ناظِرة من عينٍ غائرة
أنظُر إليها أرجوا الدموع
أن تُبلل خديها الذابلة
لكن هيهات نضُبت
في لياليها القاحلة
لترانا ملء عينيها
ولكن يا أمي لا نصيب
لا مُستقبل لإبن الغفير
ليس كما تحلمين
أن أعتلي منصب سفير
أو أي عمل لكُم أُعيل
لِمَ لا ترُدي هل واقعنا عبير
إنةُ يا أُمي ثقيل
إنة أقاويل
تحسستُ يدها قبلتُها
ضممتُها
وإذ بها رأت الرحيل
حملتُها كفنتُها
وكل الشهادات بحُضنها
....... ..... .... ... ..
أحمد الصاوي مصر ٢٠ / ١٠ / ٢٠١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق