السبت، 7 ديسمبر 2019

بقلم الأديب معاد حاج قاسم

"رسالة جندي .. في الحرب العالمية الثانية" ...                                    في سنوات الحرب .. ينمو الحب على ضفاف القلب... ورائحة البارود... في سنوات الحرب تُزهر أوراق القلب أحياناً ، وتجفّ تارة أخرى..
وأنتَ تكتب رسالتك الاولى إلى أمّ أولادك... تكتب حروفها.. في الخندق الأمامي... وأزيز الرصاص.. وهدير مدافع.. وصواريخ وطائرات.. تخطف البصر وتتوقف قلوب في الصدور... وتحترق الأرض.
عشرات الجنود يسقطون قتلى.. تعانق أجسادهم الأرض .. ودم يسيل...                                  وأنت .. وبقيّة جنود.. تتمترسون في الخنادق.. تقاومون عدوّاً حاقداً لئيماً ..
وتكتب .. نقاتل لأجل حرية بلدنا .. لأجل ابتسامة أطفالنا نقاتل.. لأجل ابتسامتك ياحبيبتي..
لن تخيفنا الفيالق ولا المشانق سنكون الرصاصة القاتلة.. سنكون بريق شمس.. وشدو عصافير...
 انتظريني هناك.. ربما يطول الغياب... وربما لن أعود... مهما كان الأمر اذكريني أمام أطفالنا... حين أموت .. ازرعي الورود في حديقة منزلنا.. وعلى الشُرفة الشرقية والغربية منه.. تعانقها الشمس في الشروق... وتودّعها أثناء الغروب..
لاتعتبي عليّ ياحبيبة عمري.. إن كانت أفكاري مشتتةً... فقد توقفت عن الكتابة مرات عديدة.. كتبت بعض الكلمات في ظلمة الليل... وبعضها بين الغبار والدخان... لكنها صادقة.. كما لون عينيك وضحكاتك التي أحب... انتظريني.. قبل الموت وبعد الموت... سأعود حُلماً في آخر يومٍ من الحرب .. أعلن انتصارنا... دعي إكليل الغار.. أتقني نسجه من الأغصان المورقة.. زيّني  حضوري به.. مع نسمات الفجر...كذلك زيّني به قبري إن عُدت شهيدا.. وأفتخري.. وتَباهي أمام أطفالنا والأقرباء والأصدقاء والجيران .. فدماء الابطال ضرورة.. لديمومة الحياة... وسياج وطن...
بقلمي...
معاد حاج قاسم..
مساء الخير لكافة الاخوة والأخوات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق