الخميس، 19 ديسمبر 2019

بقلم الشاعر غسان دلل

مسافرة..

أيتها المسافرة في دمي..
أيتها الساكنة في خيالي وعيوني..
أيتها المهاجرة الى قلبي..
وإلى احرفي وحديثي..
اتركيني..اتركيني..
منهك أنا..
كأخر ورقة بعد عاصفة الخريف..
وقسوة الدهر..
تصرخ بصمت..
وترتعش..
في ارجوحة القدر..
مستهلك أنا..
كضؤ شمعة يتلاشى..
في خيوط الفجر..
ومتناثر ..
بين مطارق الشوق..
وسندان الحنين..
كزبد البحر.
فالأرصفةتعبت..
من رواحي ومجيئي..
وقهوتي بردت..
منذ سنوات ..
  قرب نافذتي..
فمنذ الرشفة الأخيرة..
منذ قبلة الوداع الاخيرة
تحجرت شفتاك على فناجين قهوتي..
وعلى شفتي..
وسأمت دهاليز الليل..
وزويا الحانات..
 من جلستي وقصتي.. وأنيني..
فأناديك.. وأناديك..
ألاحق طيفك..
أكرر كلماتك..
و أجزء بعدد الدقائق ذكراك..
فأنت هنا..
وأنت لست هنا..
فلا يمكنني أن أجدك..
ولا يمكنني أن انساك..
تحبيني..ولا تحبيني..
فاتنقل كالمجنون..
بين كلماتك..وظنوني..
افقدتني توازني..
هشمت في المرأة صورتي..
وبين شكي ويقيني..قتلتيني.
فاتركيني..اتركيني..
حرريني من دمي..
اقفزي عن رمشي..
وغادري عيوني..
أخرجي..
أخرجي من جسدي..
أخرجي..
فما عاد جسدي..
يا روحي..
يتحمل روحين في جسدي..

غسان دلل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق