خاطرة..في السياسة..
نمور من ورق ام دول تنتظر الانتقام..!!؟
في ستينات القرن الماضي كانت المقولة الشهيرة المتداولة في أوساط الشباب الشيوعي واليساري في ذلك الحين... أن...أمريكا والغرب نمور من ورق.
إلا أن انهيار الاتحاد السوفياتي بزعامة روسيا..دولة الشيوعية الأكبر والأقوى في العالم اثبت كذب تلك المقولة تماماً حين سلم جورباتشوف سكرتير عام الحزب الشيوعي ورئيس الدولة مقدرات شعوب روسيا والاتحاد السوفياتي والعالم للولايات المتحدة سنة ١٩٨٩ دون إطلاق رصاصة واحدة ليتضح أن النمر من ورق كانت المنظومة الشيوعية التي تساقطتت كبيت من ورق اللعب وليست الولايات المتحدة الأمريكية،علما بأن تلك المقولة لم تكن بالمطلق من صنع الخيال...
فالصين وهي الدولة الشيوعية الثانية في العالم استطاعت قبلها في سنة ١٩٥٠ من تحجيم لا بل وتقزيم القوة الأمريكية العاتية في كوريا حين انضمت قواتها الى جانب قوات كوريا الشمالية في الحرب الكورية فارغمت الولايات المتحدة على إنهاء تلك الحرب دون أن تحقق الانتصار على القوات الشيوعية في كوريا الشمالية..حيث انتهت الحرب ميدانيا بلا غالب ولا مغلوب..هذه الحرب التي لا تزال قائمة بالكلمات والتصريحات بين أمريكا والشمال الكوري..لغاية اليوم.
لقد كانت الصين في ذلك الوقت..دولة فقيرة..ضعيفة إقتصاديا واجتماعيا وماليا.. والأهم..مجردة من الأسلحة النووية.. ولكنها كانت غنية بمبادئها وثورتها فلقد قدم زعيمها التاريخي ماوتسي تونغ ابنه الوحيد قربا لتلك المبادئ..في تلك الحرب..
اعذروني للمقدمة الطويلة ولكنها ضرورية للسرد..فمنذ إنهيار الشيوعية انفردت أمريكا بإدارة شؤون العالم إقتصاديا..ماليا.. سياسياً..عسكريا وحتى إجتماعيا مرورا بشن الحروب وإثارة ما يسمى بالثورات البرتقالية والوردية والربيع العربي..وثورة الشماسي في هونج كونج.. إلا أن وصلنا الى عهد ترامب(٢٠١٦ _٢٠٢٠) الذي تميز اكثر من غيره من العهود بغطرسة فاقت حدود التصور والخيال تخللها انسحاب من المعاهدات الدولية و إلى ضرب عرض الحائط بالقانون الدولي بخصوص الحقوق والأراضي الفلسطينية و فرضا للعقوبات على عدد كبير من الدول دون تمييز بين صغير وكبير ،الى بلطجة واستهزاء واستفزاز..وهنا لا تلام الدول الصغيرة لضعفها وحاجتها وإنما تلام الدول الكبرى مثل روسيا وألمانيا والصين واليابان.
فالصين وروسيا خاصة تحت مطرقة العقوبات دون ردة فعل مناسبة مما أدى ويؤدي إلى مزيد من المهانة ليس للشعوب وانما للقيادة على حد سواء..والمزيد من فرض العقوبات و الإذلال، فروسيا تخرج علينا كل يوم بنوع جديد ومرعب من الأسلحة التي تمتاز بالتفوق التكنولوجي والعسكري وهي في وضع اقتصادي ومالي ممتاز،وكذلك الصين التي صنعت معجزة مالية واقتصادية خلال ٥٠ سنة ليس لها سابقة في التاريخ،فهي اليوم تنافس امريكا على زعامة العالم إقتصاديا وماليا..وربما عسكرياً في المستقبل القريب..وتملك أيضاً قوة ردع نووية.
إن ردة فعل روسيا عموماً والصين بشكل خاص _بين الأمس واليوم_ على ذلك التحدي والإذلال والعقوبات.. تذكرني بقصة الضابط البريطاني الذي قام بصفعه أحد أبناء الهند من الفقراء، إبان الاستعمار البريطاني لها، والذي حاول مع مجموعة جنوده إعتقال الصافع إلا أن الجموع لم تمكنه من ذلك فنجا بالكاد بجلده من المكان وذهب مباشرة إلى رئيسه الأعلى يشكو اليه الأمر ويطلب منه إسناده بعدد أكبر من الجنود لتأديب تلك الجموع واعتقال ذلك الشخص، فتأمله قائده وبعد صمت عميق قال له..
هذه مائة جنيه ذهبية خذها واعطها للشخص الذي قام بصفعك وقدم له الاعتذار،فثارت ثورة الضابط وحاول التملص من الأمر إلا أن لهجة رئيسه القاطعة...هذا أمر عسكري اضطرته للتنفيذ والانصياع.
ومرت الأيام والسنوات ازدهرت فيها أحوال الفقير الذي صفعه بشكل يشابه الخيال..ثراء وعزوة وقصور ورجال،كان الضابط خلالها يراقب الحال ، يأكله الغيظ والحقد وتدمره رغبة الانتقام فعاد إلى رئيسه يلومه بشكل مبطن ويشكو إليه الحال، فنظر إليه قائده بشفقة وقال له..
غدا تأخذ ثلة الجند نفسها وتذهب وتطلب اجتماع عام مع المعتدي..وتفتعل جدلاً معه وتقوم بصفعه بأشد ما في اليد من قوة واحتمال..
سيقتلني وجنودي رجاله في الحال.. دعني من المهمة رجاء..
هذا أمر عسكري..وانا المسؤول عنه.. أجابه قائده..
فما كان إلا التنفيذ وقام الضابط بصفع نفس ذلك الشخص أمام كل الناس وعزوته من الرجال..ويا للمفاجأة..
همهم الثري ببعض الكلمات ولاذ بعدها بالصمت وادعى بعدها أنها دعابة سخيفة من الدعابات..ففرح الضابط وعاد بالغبطة الى قائده وقص عليه ما صار..فابتسم القائد ابتسامة المنتصر وقال..
حين تكن فقيرا ليس هناك ما تخشى عليه..(وتكن المبادئ والقيم مهمة لديك)..وحين تثرى وتهان تكن ثروتك أهم الأشياء اليك..(والقيم والمبادئ لوحات تعلق وديكورات..)
فهل هذا هو حال روسيا والصين بشكل خاص اليوم.. أم أنها تتمهل بانتظار الانتقام..!!؟
على الهامش..وهل هذا هو حال أثرياء الضفة الغربية خصوصا وأثرياء الممالك.. والإمارات العرب والسلطنات..ام أنهم لطول المدة اعتادوا على الأوضاع...!!؟
غسان دلل.
نمور من ورق ام دول تنتظر الانتقام..!!؟
في ستينات القرن الماضي كانت المقولة الشهيرة المتداولة في أوساط الشباب الشيوعي واليساري في ذلك الحين... أن...أمريكا والغرب نمور من ورق.
إلا أن انهيار الاتحاد السوفياتي بزعامة روسيا..دولة الشيوعية الأكبر والأقوى في العالم اثبت كذب تلك المقولة تماماً حين سلم جورباتشوف سكرتير عام الحزب الشيوعي ورئيس الدولة مقدرات شعوب روسيا والاتحاد السوفياتي والعالم للولايات المتحدة سنة ١٩٨٩ دون إطلاق رصاصة واحدة ليتضح أن النمر من ورق كانت المنظومة الشيوعية التي تساقطتت كبيت من ورق اللعب وليست الولايات المتحدة الأمريكية،علما بأن تلك المقولة لم تكن بالمطلق من صنع الخيال...
فالصين وهي الدولة الشيوعية الثانية في العالم استطاعت قبلها في سنة ١٩٥٠ من تحجيم لا بل وتقزيم القوة الأمريكية العاتية في كوريا حين انضمت قواتها الى جانب قوات كوريا الشمالية في الحرب الكورية فارغمت الولايات المتحدة على إنهاء تلك الحرب دون أن تحقق الانتصار على القوات الشيوعية في كوريا الشمالية..حيث انتهت الحرب ميدانيا بلا غالب ولا مغلوب..هذه الحرب التي لا تزال قائمة بالكلمات والتصريحات بين أمريكا والشمال الكوري..لغاية اليوم.
لقد كانت الصين في ذلك الوقت..دولة فقيرة..ضعيفة إقتصاديا واجتماعيا وماليا.. والأهم..مجردة من الأسلحة النووية.. ولكنها كانت غنية بمبادئها وثورتها فلقد قدم زعيمها التاريخي ماوتسي تونغ ابنه الوحيد قربا لتلك المبادئ..في تلك الحرب..
اعذروني للمقدمة الطويلة ولكنها ضرورية للسرد..فمنذ إنهيار الشيوعية انفردت أمريكا بإدارة شؤون العالم إقتصاديا..ماليا.. سياسياً..عسكريا وحتى إجتماعيا مرورا بشن الحروب وإثارة ما يسمى بالثورات البرتقالية والوردية والربيع العربي..وثورة الشماسي في هونج كونج.. إلا أن وصلنا الى عهد ترامب(٢٠١٦ _٢٠٢٠) الذي تميز اكثر من غيره من العهود بغطرسة فاقت حدود التصور والخيال تخللها انسحاب من المعاهدات الدولية و إلى ضرب عرض الحائط بالقانون الدولي بخصوص الحقوق والأراضي الفلسطينية و فرضا للعقوبات على عدد كبير من الدول دون تمييز بين صغير وكبير ،الى بلطجة واستهزاء واستفزاز..وهنا لا تلام الدول الصغيرة لضعفها وحاجتها وإنما تلام الدول الكبرى مثل روسيا وألمانيا والصين واليابان.
فالصين وروسيا خاصة تحت مطرقة العقوبات دون ردة فعل مناسبة مما أدى ويؤدي إلى مزيد من المهانة ليس للشعوب وانما للقيادة على حد سواء..والمزيد من فرض العقوبات و الإذلال، فروسيا تخرج علينا كل يوم بنوع جديد ومرعب من الأسلحة التي تمتاز بالتفوق التكنولوجي والعسكري وهي في وضع اقتصادي ومالي ممتاز،وكذلك الصين التي صنعت معجزة مالية واقتصادية خلال ٥٠ سنة ليس لها سابقة في التاريخ،فهي اليوم تنافس امريكا على زعامة العالم إقتصاديا وماليا..وربما عسكرياً في المستقبل القريب..وتملك أيضاً قوة ردع نووية.
إن ردة فعل روسيا عموماً والصين بشكل خاص _بين الأمس واليوم_ على ذلك التحدي والإذلال والعقوبات.. تذكرني بقصة الضابط البريطاني الذي قام بصفعه أحد أبناء الهند من الفقراء، إبان الاستعمار البريطاني لها، والذي حاول مع مجموعة جنوده إعتقال الصافع إلا أن الجموع لم تمكنه من ذلك فنجا بالكاد بجلده من المكان وذهب مباشرة إلى رئيسه الأعلى يشكو اليه الأمر ويطلب منه إسناده بعدد أكبر من الجنود لتأديب تلك الجموع واعتقال ذلك الشخص، فتأمله قائده وبعد صمت عميق قال له..
هذه مائة جنيه ذهبية خذها واعطها للشخص الذي قام بصفعك وقدم له الاعتذار،فثارت ثورة الضابط وحاول التملص من الأمر إلا أن لهجة رئيسه القاطعة...هذا أمر عسكري اضطرته للتنفيذ والانصياع.
ومرت الأيام والسنوات ازدهرت فيها أحوال الفقير الذي صفعه بشكل يشابه الخيال..ثراء وعزوة وقصور ورجال،كان الضابط خلالها يراقب الحال ، يأكله الغيظ والحقد وتدمره رغبة الانتقام فعاد إلى رئيسه يلومه بشكل مبطن ويشكو إليه الحال، فنظر إليه قائده بشفقة وقال له..
غدا تأخذ ثلة الجند نفسها وتذهب وتطلب اجتماع عام مع المعتدي..وتفتعل جدلاً معه وتقوم بصفعه بأشد ما في اليد من قوة واحتمال..
سيقتلني وجنودي رجاله في الحال.. دعني من المهمة رجاء..
هذا أمر عسكري..وانا المسؤول عنه.. أجابه قائده..
فما كان إلا التنفيذ وقام الضابط بصفع نفس ذلك الشخص أمام كل الناس وعزوته من الرجال..ويا للمفاجأة..
همهم الثري ببعض الكلمات ولاذ بعدها بالصمت وادعى بعدها أنها دعابة سخيفة من الدعابات..ففرح الضابط وعاد بالغبطة الى قائده وقص عليه ما صار..فابتسم القائد ابتسامة المنتصر وقال..
حين تكن فقيرا ليس هناك ما تخشى عليه..(وتكن المبادئ والقيم مهمة لديك)..وحين تثرى وتهان تكن ثروتك أهم الأشياء اليك..(والقيم والمبادئ لوحات تعلق وديكورات..)
فهل هذا هو حال روسيا والصين بشكل خاص اليوم.. أم أنها تتمهل بانتظار الانتقام..!!؟
على الهامش..وهل هذا هو حال أثرياء الضفة الغربية خصوصا وأثرياء الممالك.. والإمارات العرب والسلطنات..ام أنهم لطول المدة اعتادوا على الأوضاع...!!؟
غسان دلل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق